في ذكرى الاسراء والمعراج
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
في ذكرى الاسراء والمعراج
عندما يحمل الإنسان أهدافا عليا وغايات سامية تنوء بحملها الجبال؛ فان الأمر يحتاج إلى جهود جبارة وعمل متواصل لا هوادة فيه، وقد يصيب الإنسان الهم والحزن، أو يتسرب إليه اليأس والقنوط من تحقيق الأهداف أو الوصول إلى الغاية؛ فيحتاج عندئذ إلى محطة راحة يجدد فيها نشاطه، ويراجع أهدافه، ويعيد تقييم خطواته وأعماله، ويرتب أوضاعه، ويستروح من عناء الطريق ووعثاء السفر.
وهذا ما نتعلمه من رحلة الإسراء والمعراج، فرسولنا يحمل أهدافا عليا وغايات سامية، والطريق طويلة، والعقبات كثيرة، وما ينتظره في قابل الأيام أصعب مما مر، فقد أمضى عشر سنوات من الكفاح المستمر، لم يذق طعم الراحة، ولم يشبع من نوم أو طعام" فقد مضى عهد النوم" جهاد مرير لا هوادة فيه؛ لتغيير المفاهيم، وإصلاح الأوضاع، وتحطيم الأصنام: أصنام الجهل، والزيف، والاستبداد، والشهوات، عشر سنوات وهو يدور على المجامع، ويرتاد المنتديات، ويعرض نفسه على القبائل في تدرج ملحوظ :في بادىء الأمر قولوا لا اله إلا الله تفلحوا، وفى نهايته من يؤويني من يحميني حتى أبلغ دعوة ربى .
لكن القلوب المنغلقة لم تترك لنفسها فرصة للهداية، أو تفتح لنفسها طريقا للوصول إلى شاطىء الإيمان، بل تمادت في غيها، حتى وصل الأذى منتهاه، إنه ليس إعراضا فحسب، بل إيذاء نفسي وبدني بلغ الحلقوم، حتى ظن النبي أن ربه قد قلاه؛ فنادى خوفا ووجلا - والدماء تسيل، والبدن مكدود، والسفاهة فعلت فعلها في نفسه – " إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى، ولكن عافيتك هي أوسع لي....".
والسنوات القادمة بما تحمله من جهاد وعمل، وحركة وهجرة، وبناء دولة، والخروج بالعداوة من حيز مشركى مكة إلى اجتماع القبائل، وتحزب الأحزاب، بل والعجم كذلك سيصبح لهم في العداوة نصيب.
مابين جهاد قد مضى، وجهاد هو آت؛ كان لابد للفارس أن يترجل، وللبطل أن يستريح، فكانت رحلة الإسراء والمعراج.
كانت رحلة الإسراء والمعراج؛ ليعلم أنه يسير على الطريق الصحيح..
وكانت رحلة الإسراء والمعراج؛ ليستريح قليلا قبل أن ينهض لمواصلة الكفاح..
وكانت رحلة الإسراء والمعراج؛ ليخرج من العالم الضيق المليء بالعدواة والأحقاد إلى عالم أرحب.. إلى ملكوت السماوات والأرض، ليرى الأمور على حقيقتها، ولينظر إلى الآلام من فوق، ويتنسم شذي النعيم المنتظر في نهاية الطريق ..
كانت رحلة الإسراء والمعراج؛ ليطوى صفحة من الكفاح، بما تحمله من هموم وأوجاع، صفحة لها لونها وشكلها، ويستقبل صفحة أخرى بلون جديد وشكل مختلف.. ليطوى مرحلة كان الكفاح فيها بالمنطق واللسان، ويستقبل مرحلة يكون الكفاح فيها بالسيف والسنان .
فما أحوجنا ونحن نسير نحو أهدافنا، ونجاهد في سبيلها، إلى أن نتوقف قليلا بين الحين والآخر؛ نراجع أهدافنا، ونقيم منجزاتنا، ونستروح من عناءنا، ثم ننهض لمواصلة الطريق، بروح جديد، وعزم أكيد.
وهذا ما نتعلمه من رحلة الإسراء والمعراج، فرسولنا يحمل أهدافا عليا وغايات سامية، والطريق طويلة، والعقبات كثيرة، وما ينتظره في قابل الأيام أصعب مما مر، فقد أمضى عشر سنوات من الكفاح المستمر، لم يذق طعم الراحة، ولم يشبع من نوم أو طعام" فقد مضى عهد النوم" جهاد مرير لا هوادة فيه؛ لتغيير المفاهيم، وإصلاح الأوضاع، وتحطيم الأصنام: أصنام الجهل، والزيف، والاستبداد، والشهوات، عشر سنوات وهو يدور على المجامع، ويرتاد المنتديات، ويعرض نفسه على القبائل في تدرج ملحوظ :في بادىء الأمر قولوا لا اله إلا الله تفلحوا، وفى نهايته من يؤويني من يحميني حتى أبلغ دعوة ربى .
لكن القلوب المنغلقة لم تترك لنفسها فرصة للهداية، أو تفتح لنفسها طريقا للوصول إلى شاطىء الإيمان، بل تمادت في غيها، حتى وصل الأذى منتهاه، إنه ليس إعراضا فحسب، بل إيذاء نفسي وبدني بلغ الحلقوم، حتى ظن النبي أن ربه قد قلاه؛ فنادى خوفا ووجلا - والدماء تسيل، والبدن مكدود، والسفاهة فعلت فعلها في نفسه – " إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى، ولكن عافيتك هي أوسع لي....".
والسنوات القادمة بما تحمله من جهاد وعمل، وحركة وهجرة، وبناء دولة، والخروج بالعداوة من حيز مشركى مكة إلى اجتماع القبائل، وتحزب الأحزاب، بل والعجم كذلك سيصبح لهم في العداوة نصيب.
مابين جهاد قد مضى، وجهاد هو آت؛ كان لابد للفارس أن يترجل، وللبطل أن يستريح، فكانت رحلة الإسراء والمعراج.
كانت رحلة الإسراء والمعراج؛ ليعلم أنه يسير على الطريق الصحيح..
وكانت رحلة الإسراء والمعراج؛ ليستريح قليلا قبل أن ينهض لمواصلة الكفاح..
وكانت رحلة الإسراء والمعراج؛ ليخرج من العالم الضيق المليء بالعدواة والأحقاد إلى عالم أرحب.. إلى ملكوت السماوات والأرض، ليرى الأمور على حقيقتها، ولينظر إلى الآلام من فوق، ويتنسم شذي النعيم المنتظر في نهاية الطريق ..
كانت رحلة الإسراء والمعراج؛ ليطوى صفحة من الكفاح، بما تحمله من هموم وأوجاع، صفحة لها لونها وشكلها، ويستقبل صفحة أخرى بلون جديد وشكل مختلف.. ليطوى مرحلة كان الكفاح فيها بالمنطق واللسان، ويستقبل مرحلة يكون الكفاح فيها بالسيف والسنان .
فما أحوجنا ونحن نسير نحو أهدافنا، ونجاهد في سبيلها، إلى أن نتوقف قليلا بين الحين والآخر؛ نراجع أهدافنا، ونقيم منجزاتنا، ونستروح من عناءنا، ثم ننهض لمواصلة الطريق، بروح جديد، وعزم أكيد.
منقول
ملك- عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 08/11/2008
رد: في ذكرى الاسراء والمعراج
الله يجزيك الخير د. ملك على الموضوع الرائع . ما بعرف كيف انسيت هالمناسبة
Izzat- عدد المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 23/10/2008
رد: في ذكرى الاسراء والمعراج
بارك الله فيك يا دكتورة ملك، وجزاك عنا وعن كل المسلمين خير الجزاء...
أرجو أن لا يفهم ما سيلي من كلام على أنه هجوم على موضوعك أو اعتراض عليه، بل على العكس فأنت قد أبدعت عندما ذكرتنا بذكرى غابت عن أذهان الكثيرين منا.....
النص التلي منقول عن موقع "طريق الإسلام":
أجمع السلف الصالح على أن اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية من البدع المحدثة التي نهى عنها صلى الله عليه وسلم بقوله: «إياكم ومحدثات الأمور, فإن كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة», وبقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد», وبقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
فالاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بدعة محدثة لم يفعلها الصحابة والتابعون, ومن تبعهم من السلف الصالح, وهم أحرص الناس على الخير والعمل الصالح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها, لا سيما على ليلة القدر, ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها, ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت".
ومن خص الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات كيوم الميلاد, ويوم التعميد, وغير ذلك من أحواله.
أرجو أن لا يفهم ما سيلي من كلام على أنه هجوم على موضوعك أو اعتراض عليه، بل على العكس فأنت قد أبدعت عندما ذكرتنا بذكرى غابت عن أذهان الكثيرين منا.....
النص التلي منقول عن موقع "طريق الإسلام":
أجمع السلف الصالح على أن اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية من البدع المحدثة التي نهى عنها صلى الله عليه وسلم بقوله: «إياكم ومحدثات الأمور, فإن كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة», وبقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد», وبقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
فالاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بدعة محدثة لم يفعلها الصحابة والتابعون, ومن تبعهم من السلف الصالح, وهم أحرص الناس على الخير والعمل الصالح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها, لا سيما على ليلة القدر, ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها, ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت".
ومن خص الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات كيوم الميلاد, ويوم التعميد, وغير ذلك من أحواله.
معاذ الحمد- عدد المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
العمر : 37
رد: في ذكرى الاسراء والمعراج
السلام عليكم ؛
شكرا دكتور على الرد ،
كان الهدف من الموضوع التذكير فقط وليس الاحتفال او تخصيص ليلة الاسراء او تمييزها عن غيرها من الليالي ، خصوصا اننا في كثير من الاحيان تغيب عن اذهاننا الكثير من الاحداث في ديننا العظيم والتي لا نذكرها للاسف الا فيما ندر، واتفق معك في ان الاحتفال بمثل هذه الاحداث من البدع المحدثة ولكن لا بأس بمجرد الوقوف بين الحين والآخر لتجديد النية والعزيمة ولترتيب الاوراق من جديد في زمن تثاقلنا فيه من هموم الدنيا وتركنا الاخرة .
شكرا دكتور على الرد ،
كان الهدف من الموضوع التذكير فقط وليس الاحتفال او تخصيص ليلة الاسراء او تمييزها عن غيرها من الليالي ، خصوصا اننا في كثير من الاحيان تغيب عن اذهاننا الكثير من الاحداث في ديننا العظيم والتي لا نذكرها للاسف الا فيما ندر، واتفق معك في ان الاحتفال بمثل هذه الاحداث من البدع المحدثة ولكن لا بأس بمجرد الوقوف بين الحين والآخر لتجديد النية والعزيمة ولترتيب الاوراق من جديد في زمن تثاقلنا فيه من هموم الدنيا وتركنا الاخرة .
ملك- عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 08/11/2008
رد: في ذكرى الاسراء والمعراج
"كان الهدف من الموضوع التذكير فقط وليس الاحتفال او تخصيص ليلة الاسراء او تمييزها عن غيرها من الليالي"..... أعلم هذا تمام العلم، لذلك نبهت على أن لايفهم ردي على أنه هجوم على موضوعك...
"ولكن لا بأس بمجرد الوقوف بين الحين والآخر لتجديد النية والعزيمة ولترتيب الاوراق من جديد في زمن تثاقلنا فيه من هموم الدنيا وتركنا الاخرة ." .... أتفق معك، وبشدة، في هذه النقطة...
"ولكن لا بأس بمجرد الوقوف بين الحين والآخر لتجديد النية والعزيمة ولترتيب الاوراق من جديد في زمن تثاقلنا فيه من هموم الدنيا وتركنا الاخرة ." .... أتفق معك، وبشدة، في هذه النقطة...
معاذ الحمد- عدد المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
العمر : 37
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى